الشاب الأعمى!

كتابات: 

قبل عدة أيام .. كنت أتعشى في أحد المطاعم .. انهيت طلبي ثم جلست على أطرف طاولة وكانت في الزاوية، وبينما كنت أقلب ناظري في أرجاء المكان منتظراً وصول الطلب، شاهدت شاب لطيف مع صاحبه على إحدى الطاولات القريبة من طاولتي، وكان ينظر إليّ بنظرة غريبة .. فقد كان ينظر إلي ولكن ليس بالتحديد، أي أنه ينظر في اتجاهي وكان يتحدث مع صديقه ويأكل ونظره لم يتغير عن نفس المكان. وغالباً ما كنت أرى هذه النظرة عندما يكون الشخص فاقداً للبصر .. عندها أيقنت أنه أعمى، واستمريت في التفكير وأحمد الله على نعمة النظر كما أنني لم أزل ناظري عنه ولم أخجل عن التحديق إليه طوال وقتي .. وصل طلبي وانشغلت عنه بالطعام الشهي فقد كنت في يوم حافل بالعمل والإنجاز، بعد برهة من الزمن انتبهت إليه مرة أخرى وإذا به يلتفت إلى شاشة تلفاز تعرض ملخص لأحد المباريات، وقد كانت إلى يساره ثم قال: "هل شاهدت هذا الهدف؟" يعني صديقه،، توقفت قليلا عن الأكل ونظراته التي كانت قبل قليل تلوح أمامي في الأفق :) .. إنه ليس بأعمى! إنه يستطيع النظر .. (في خيالي: ذهبت إليه وسلّمت عليه بحرارة مهنئاً إياه بعودة النظر إليه!) .. :) .. فعلاً تعجبت وفرحت كثيراً .. ولمّا انهيت طعامي وهممت بالقيام اكتشفت أنني أجلس أسفل شاشة تلفاز أخرى قد كان يتابعها أصلاً ..

تبسمت وأنا أخرج من المطعم .. وقررت أن يكون نفس المكان هو مكاني في كل مرة .. يبدو أنها راقت لي كثيراً هذه النظرة .. :)

الحمدلله تذكرت نعمة النظر .. وحمدت الله عليها كثيراً

* كانت هذه أحد التدوينات التي قمت بكتابتها في مدونتي القديمة على (posteruos)

فضلاً إذا أعجبتك هذه الصفحة لاتنسى أن تقوم بمشاركتها