شيبان يالبّى قلوبهم

كتابات: 

قبل شوي كنت أصلي صلاة العشاء بالقرب من شارع الإمام فيصل بن تركي (الخزان سابقاً) ،، أول مادخلت المسجد فإذا بي أرى شخص كبير في السنّ ومعه ابناءه الصغار (اعتقد ٧ سنوات والثاني ١٢ سنة) يدخل بهم المسجد ،، فقام الابن الأكبر بخلع نعليه بعيداً عن الباب فسأله الأب (وش فيك تحط نعالك بعيد؟) فرد الإبن (ابعد عن الزحمة بعد الصلاة) ،، فرد الأب مستغرباً بحكم أنه يبدو عليه أنه يخرج مع آخر الناس (بعد الصلاة زحمة ؟؟!! ) ،، كل هذا وهو واقف أمام الباب ولم يشعر بوجودي وأنا كنت أراقب الموقف فقط .. دخل المسجد فذهب الإبن الأكبر إلى آخر المسج، بينما تبع الإبن الأصغر أباه للتقدم إلى الصف الأول ،، فوقف الأب يتابع ابنه الذي ذهب إلى آخر المسجد حتى رآه ابنه ،، ثم قام يؤشر له بيده التي فيها العصا بأن يتقدم معه للصف الأول .. أعجبني اهتمام الأب أو ربما أنه الجد ،، حيث أنني يروق لي متابعة تصرفات كبار السن التي فيها حكم كثيرة!

الموقف الآخر والذي دعاني للكتابة هنا، هو بعد أن صليت تحية المسجد، فإذا بي أرى شيخ آخر كبير في السن معه كيس كبير وبه كمية كثيرة من المناديل واقفٌ عند أحد رفوف المصاحف المنتشره في المسجد ويقوم بتعبئة المناديل التي انتهت ،، فقمت إليه وأخذت منه العلبة محاولاً أن أقوم بالمهمة بدلاً منه وقلت له (مسّاك الله بالخير ياعم ،، ريّح واقر قرآن وخلني أكفّيك وأقوم بها عنك) فرد عليّ (ابد اتركها جعلك في الجنة ،، أنت اللي اقر قرآن ولاّ أنا مانيب أعرف أقرا ياليتني أعرف أقرا !) بعد الكلمة هذي أحسست بالنعم الكثيرة اللي أنا أتمتع بها وقلت في نفسي بعد أن رأيت في عيونه استمتاعه بتبديل المناديل (هذا الشايب مايعرف يقرا ووده يسوي شي مفيد بين الأذان والإقامة فاختار أن يهتم بأمور المسجد) ،، فقبّلت رأسه وقلت له (الله يكتب أجرك يارب ولايحرمك) ،، ورجعت لمكاني وقرأت القرآن وأنا أقول في نفسي (يارب لاتحرمه أجر قرايتي للقرآن)

* كانت هذه أحد التدوينات التي قمت بكتابتها في مدونتي القديمة على (posteruos)

فضلاً إذا أعجبتك هذه الصفحة لاتنسى أن تقوم بمشاركتها