بسم الله الرحمن الرحيم
يذهب الطالب إلى المدرسة عند الساعة السادسة والنصف، ليقوم بالمراجعة والاستذكار مع زملاءه .. فيتفاجأ بوجود ملخص إضافي من المدرس موزع على الطلاب في الأسبوع الأخير، فيتبرع له أحد الزملاء رأفة ً بحاله ليقرأه فيما تبقى من الوقت قبل الدخول إلى الاختبار لأنه وبحسب توصيات المدرس أهم من الدفتر ..!
يقرأ الطالب الملخص على عجالة من أمره ويرى بعض الدروس التي وكأنها أول مرة تمر به .. فيحفظها نصاً ويهمل مراجعة ماقام بمذاكرته في البيت ..
.. الساعة 06:45 صباحاً ..
يخرج بعض المعتوهين لساحة الطلاب لإدخال الطلاب رغماً عن أنوفهم .. فيأخذون ويتلفون مايأخذون من كتب الطلاب والتي بعضهم أحضرها لإختبار الفترة الثانية .. والأهم أن يدخل الطالب وينتهي هذا المعتوه من الأمر الذي وكّله إليه مديره بأقصى سرعة ليرتاح من الإزعاج على حد زعمه ..
يدخل صاحبنا إلى مبنى المدرسة فيبحث عن اسمه في قائمة اللجان والمكونة من 15 صفحة مكتوبه بخط صغير .. ليتبين له هو في أي لجنة .. وبعد جهد جهيد وتركيز يظهر اسمه في اللجنة رقم 12 .. فيذهب إليها .. ويدخل ليجد خمسة من الطلاب فقط أمامه موجودين في اللجنة والمتبقي أكثر من 20 طالب .. فيبدأ في البحث عن مقعده الخاص حتى يجده ويجلس فيه .. ثم بعد ذلك بدأ يتوافد الطلاب على اللجان وشبه اكتمل العدد في بعضها .. فيأتي المراقب الجديد الذي عيّن لتوّه، ليراقب في فترة الاختبارات .. ويتجه نحو صاحبنا الذي يقبع في الزاوية الأمامية (قدامه جدار) .. ويتكلم المراقب بصوت حاد : ( وش ذي الورقة اللي في الدرج ؟؟ ) .. فينظر صاحبنا في الدرج .. ويخرج ورقة قديمة عليها بعض التواقيع وأسماء بعض اللاعبين المشهورين .. ويسلمها للمراقب .. فيسأل المراقب مرة أخرى بصوت حاد مرة أخرى [ من باب فرض الشخصية من اليوم الأول > : ( من وين جبت الورقة ؟؟ ) .. فيجيب صاحبنا : ( من الدرج ..!! ) .. فينظر له المراقب نظرة احتقار وسخرية لهذا الطالب المسكين .. والطالب يقول في نفسه : ( أقوم عليه ...!!! ) ولكن لأنها آخر سنة ولايحب أن يظهر بمظهر سيء أمام مديره الفاضل الذي يحترمه ويقدره، بسبب بعض الحثالة التي لاتستحق ذلك ..!!
.. الساعة 07:00 صباحاً ..
قد اكتمل العدد في كافة اللجان .. فيتكلم بعض الطلاب : ( وين الأسئلة ؟؟ ) .. فيجيب المراقب : ( الحين جايه !! ) .. وبعد خمس دقائق إذا بأحد أصحاب الأوزان الثقيلة يدخل بالأسئلة إلى الفصل وهو يسحب برجليه في الأرض بكل برود ويسلمها إلى المراقب .. ويبدأ المراقب في توزيع الأسئلة على الطلاب .. ثم يبدأ الطلاب في التمعن في الأسئلة .. فإذا بهم لايجدون مكان لحل الأسئلة وذلك يعني وجود دفتر إجابة من المفترض توفره مع الأسئلة .. فيطالب به الطلاب .. ويرد عليهم المراقب بصوت عالي : ( خلاص أنت وياه .. اقرو الأسئلة لين تجي الدفاتر ..!! ) .. فيسكت الطلاب مغلوب على أمرهم .. وبعد عشر دقائق .. في تمام الساعة 07:15 صباحاً .. يأتي أحدهم حاملاً الدفاتر .. ويسلمها للمراقب .. ويبدأ المراقب بتوزيع الدفاتر على الطلاب .. وعندما وصل إلى صاحبنا إذا بالدفاتر قد انتهت .. ولم يتبقى لصاحبنا دفتر ليكتب إجاباته التي قد قام بجمعها أثناء الوقت الفائت .. فيقول له المراقب : ( حل في الورقة وشخمط عليها لين نجيب لك دفتر .. بكلم لك المدير .. << مسوي فيها عشان خاطرك بكلم المدير .. غصبن عليك يبو الشباب .. ) .. فيخرج المراقب في السيب الخاص باللجان محاولاً إيجاد شخص ليوصيه على المدير .. ليحضر دفتر لصاحبنا الذي بدأ يتوتر ويفقد أعصابه .. ولم يجد أحداً .. فيعود إلى اللجنة .. ويخرج هاتفه الجوال ليتصل على المدير .. فهو لايعرف أحداً سوى المدير .. وللأسف لايوجد رد من المدير .. فيخرج مرة أخرى ويجد أحد العمال ومعه علب الماء .. التي من المفترض توزيعها على الطلاب وليس كما هو الحال .. ( أحد يبي مويه ؟؟ ) .. فينادي العامل ليذهب إلى المدير ويخبره بأمر صاحبنا الذي يتوقع أنه قد أصيب بجلطة في الدماغ وهو أمام هذه الأسئلة ..
.. الساعة 07:32 صباحاً ..
يأتي الفرج وإذا بأحدهم يدخل بالدفتر قائلاً : ( وين اللي مامعه دفتر ؟؟ ) .. فيأخذ الدفتر صاحبنا .. ويبدأ بكتابة بعض ماتبقى في رأسه وبعد أن مرّ بخمسة اختبارات للأعصاب في بداية يومه ..
أولها عندما تفاجأ بوجود ملخص ثاني أهم من الذي كان معه .. وبعدها خروج المعتوهين لإدخال الطلاب ورميهم لمذكرات الطلاب وبحثه عن اسمه من بين 15 ورقة .. ثم بعدها تهجم المراقب الجديد عليه واتهامه بورقة لا تمتّ للمادة ولا للطالب بأي صلة .. ثم بعدها تأخر الأسئلة والدفاتر .. وبعدها تأخر الدفتر الخاص بصاحبنا بعد مضيّ وقت طويل ..
.. الساعة 08:23 صباحاً ..
ينتهي صاحبنا من كتابة مابداخل عقله وكافة قدراته وتأليف المعادلات الجديدة بعد كل ماحدث .. ويقوم بمراجعة إجاباته كـ نظرة أخيرة .. ثم يطالب بتسليم الورقة .. ويرد عليه المراقب الذي قد يكون الهدف منه هو الرد وإسكات كل طالب يتفوه بكلمة : ( شوي مابعد راح نصف الوقت .. راجع .. راجع ) .. فيقلب صاحبنا الدفتر .. ويبدأ في تذكر ماحدث له في بداية هذا الصباح .. حتى انتهى نصف الوقت .. وقطع عليه تفكيره نبرة صوت المراقب والتي بدأت تجلب له الصداع .. ( خلّصت ..؟ ) .. فأجاب صاحبنا بنظرة وهو يومئ برأسه بعلامة الإيجاب .. وقام بتسليم الورقة والتوقيع .. ثم خرج ..!
عاد للبيت وهو يردد بطرب ( أكتر من الل انا بحلم بيه ) .. لزعمه بأنه أجاب على كافة الأسئلة .. والوعد تسليم النتائج ..!
كانت هذه تجربة بسيطة لي في كتابة ماحدث لي اليوم مع بعض الزيادات المفبركة :) .. ولكنها للأسف توجد في بعض المدارس .. وأعتذر عن أي خطأ حدث مني .. وأتمنى محد يفهم خطأ .. بس هذا كان إخراج مابداخلي لأرتاح منه .. وفقط ..!
حرر بتاريخ : 10 - 6 - 1429 هـ
الساعة العاشرة صباحاً